استضافت عزيزة نايت سي بها في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "ضيف ومسيرة" الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وقد أدلى المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة برأيه بشأن الحرب على غزة ولبنان ودور الأمم المتحدة في وقف هذه النزاعات. بالنسبة للإبراهيمي، العالم يشهد اضطرابات متزايدة، وعلى الدول الغربية التحرك لتحقيق السلام العادل.

من أبرز ما تناوله الإبراهيمي في حديثه في هذه الحلقة هو التحول الذي شهده النظام العالمي منذ بداية الألفية الثانية. وأشار المبعوث الأممي السابق إلى أن العالم انتقل من هيمنة القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة، إلى مرحلة تعدد الأقطاب، حيث برزت قوى جديدة مثل الصين. ورغم أن التوترات الدولية لا تزال تشكل خطراً، أكد الإبراهيمي أنه لا يرى في الأفق القريب احتمال اندلاع حرب عالمية جديدة، لكنه في الوقت نفسه لا يستبعد استمرار التوترات العالمية.

غزة، إلى متى؟

أحد المحاور الرئيسية التي تم تناولها في المقابلة كان أهمية الدبلوماسية في حل النزاعات. وعلق الإبراهيمي قائلاً: "في النهاية، دائمًا يتم اللجوء إلى الدبلوماسية والسياسة، لكن بعد كم من الوقت؟" مؤكدا أن الحوار والمفاوضات هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

حول التصعيد الأخير في غزة والأحداث الدامية التي شهدها السابع من أكتوبر، طالب الإبراهيمي بإجراء تحقيق دولي شامل حول ما حدث، مشيراً إلى أن العالم بحاجة لفهم كامل للتفاصيل.

هذا وأعرب الإبراهيمي عن خيبة أمله في أداء الأمم المتحدة، وخاصة في ملف القضية الفلسطينية. وأوضح أن المنظمة الدولية قد تكون لها أدوار مهمة في تحقيق السلام، ولكن هذه الأدوار غالباً ما يتم تعطيلها بسبب تداخل مصالح الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة. وأكد أن الحل الأمثل يجب أن يأتي من ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل، خاصة من الدول العربية التي طبعت معها.

وأكد الإبراهيمي على أن حل الدولتين لا يزال ممكنًا، لكنه يتطلب تضامنًا حقيقيًا من الدول العربية والأوروبية على حد سواء. وأشار إلى أن الشعوب الأوروبية بدأت تدرك حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما قد يشكل ضغطًا على حكوماتها. وأضاف أن البيت الفلسطيني نفسه بحاجة إلى ترتيب داخلي ليتمكن من مواجهة التحديات الخارجية بفاعلية.

الوضع في لبنان: أزمات عميقة وصمود

فيما يتعلق بلبنان، أعرب الإبراهيمي عن قلقه العميق بشأن الأزمات المتعددة التي يعيشها البلد، من فشل في انتخاب رئيس للجمهورية إلى انهيار اقتصادي واجتماعي. وأشار إلى أن لبنان، رغم الصعوبات الهائلة التي يواجهها، لا يزال يملك القدرة على تجاوز أزماته بفضل صمود شعبه، مشدداً على أن اللبنانيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم.

وفي نهاية الحوار، أعرب الأخضر الإبراهيمي عن رؤية متفائلة بحذر لمستقبل السلام في الشرق الأوسط. لكنه أكد على أن تحقيق هذا السلام يتطلب أولاً وقبل كل شيء إرادة سياسية دولية وإقليمية قوية، بالإضافة إلى ترتيب البيت الداخلي للفلسطينيين.